الانترنت بوجهين


الانترنت بوجهين
إسلام عبد التواب سيف/لصحيفة الثورة-8/7/2010

أًصبحت الانترنت من أهم وسائل العصر الحديث للوصول إلى المعلومة وصارت بنكا زاخرا بالمعلومات المتنوعة ودخلت خدمات الانترنت في جميع مجالات الحياة ,وزاد اهتمام الناس بالانترنت وأصبحت من الأساسيات للكثير منا فهي أقرب الطرق للتواصل وأسرعها في الحصول على المعلومة مهما كانت خصوصيتها ودقتها فقد ذللت الانترنت كثيراً من الصعوبات للباحثين عن المعلومة.فبعد أن كانت الانترنت عبارة عن شبكة صغيرة بين عدة أجهزة كمبيوتر لا تتعدى ربما عدد الأصابع وكانت ذات مهام محدودة جدا وفي مكان محدود صارت اليوم تربط بين أعداد لا تحصى من السيرفرات والكمبيوترات وفي مختلف المجالات ,وبعد أن كان استخدامها محصورا على فئة معينة أصبحت اليوم في متناول الجميع الكبير والصغير ,الرجال والنساء.وتنوعت خدمات الانترنت وشملت جميع المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغير ذلك من مجالات الحياة فهي في ازدياد مضطرد, وبوجود الانترنت لم يعد الحصول على المعلومة أمرا صعبا ولا مكلفا ولم يعد يتطلب الأمر سوى كبسة زر وقليلا من البحث ,وأصبحت الانترنت رفيقا وصديقا قريبا للباحثين من طلاب المدارس والجامعات والأكاديميين في مختلف التخصصات فهي وسيلة سهلة الاستخدام ولا تتطلب معرفة خاصة فكل من يجيد استخدام الكمبيوتر يمكنه التعامل مع الانترنت بكل
سهولة.ويعتبر الانترنت من أهم طرق الإتصال بين الأفراد والمؤسسات والشركات وسهلة لهم سبل التواصل وبأقل تكلفة فلم يعد يحتاج الشخص لاستخدام الهاتف العادي من أجل إجراء مكالمة دولية إلا في النادر فهناك بدائل عنه كثيرة وفرتها خدمة الانترنت فهناك خدمة البريد الإلكتروني وخدمات المحادثات الصوتية والمرئية وخدمات الدردشة وكل ذلك بدون مقابل,ورغم أن هذه التقنية قد وفرت الكثير من الوقت والجهد والمال إلا أنه لايزال العمل فيها محدود بشكل ملحوظ فما يزال استخدام الأدوات التقليدية مثل جهاز الفاكس لأرسال واستقبال الرسائل ...
ومع هذا التوسع المتزايد لهذه الشبكة ولهذه الأداة العصرية صار من الصعب التحكم في محتواها وكبح جماحها فأصبحت ملاذا أمانا لكل من أراد أن يضع فيها ما يشاء دون قيد أو شرط, فتعددت ثقافة مستخدميها واختلفت أفكارهم ومعتقداتهم ودياناتهم وأخلاقهم فامتلئت بما جادت به عقول مستخدميها,وامتلئت بالمعرفة والعلوم والمواقع العلمية والتعليمية والثقافية والاجتماعية بجميع اللغات والمعتقدات وفي المقابل امتلئت بالإباحية والغثائية التي وجدت مكانا لا قيود فيه فصالت وجالت فليس هناك رقيب فيها ولا حسيب  ,وأصبحت الانترنت في ظل تعدد المعتقدات تحوي الكثير و الكثير من المعلومات والمواقع التي ليس لها فائدة ترجى سوى تدمير أخلاق الشباب وجرهم وراء الرذيلة والانحراف والتطرف والغلو.
وبرغم الجهود المبذولة لمنع وحجب المواقع الإباحية والمواقع التي تسيء إلى الإسلام والتي تضر بالشباب وتدعوهم إلى الإنحراف إلا أنه مع كثرت هذه المواقع التي تزداد كل يوم فإن  الصعوبات التي تحول دون منع تلك المواقع تزداد بشكل ملحوظ وبالتالي فإن كثيرا من تلك المواقع تكون متداولة وبدون أي مانع .
وبما أن الانترنت قد ساهمت في نشرشتى أنواع العلوم فإنها ستكون سببا في الكثير من الانحرافات لدى الشباب!!!وهنا يبرز واجب الحكومة بجهاتها المختصة في توعية الشباب والنشئ عن ماهية الانترنت وكيف يمكن الاستفادة منها وعدم الالتفات لما هو غث فيها وكذلك عدم الانجرار وراء المعتقدات الهدامة التي تبث على الانترنت من أجل استدراج الشباب ,ثم يأتي دور الآباء في متابعة أولادهم
وملاحظتهم وتصحيح أفهامهم بهذا يمكننا أن نأخذ الجانب المشرق للإنترنت ونتجنب الجانب المظلم الذي ليس من ورائه إلا الدمار والهلاك.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة