لمن الغلبة للامتحان أم لكأس العالم


لمن الغلبة للامتحان أم لكأس العالم


إسلام عبد التواب سيف
 ملحق الأسرة/صحيفة الثورة-4/7/2010
تزامن انطلاق نهائيات كأس العالم مع قرب امتحانات الطلاب بدءً بالشهادة الأساسية والثانوية العامة وانتهاء بالجامعات ,وقبل ذلك كان هناك عدد من العوامل التي لا تساعد الطلاب على التحصيل العلمي أو مراجعة دروسهم اليومية ,فانقطاع التيار الكهربائي المستمر في فترة ما قبل الامتحانات والذي طبعا كان خارجا عن إرادة مؤسسة الكهرباء ,وكذلك الإضرابات من قبل الجامعات ,وأخيرا مونديال كأس العالم كل هذه العوامل تعتبر تحدي لطلابنا في المدارس والجامعات .

وباعتقادي أن التحدي الأكبر الذي يواجهه طلابنا هو متابعة مباريات كأس العالم والتي بدئت من عصر يوم الجمعة الموافق11 من الشهر الجاري ومذاكرة واسترجاع دروسهم والتهيئ  للامتحانات .
 هناك ثلاث مباريات على الأقل للدور الأول لكأس العالم على ثلاث فترات , وهنا يصعب على الطلاب الذي شغفوا بحب كرة القدم تجميع حواسهم الإدراكية والمعنوية من أجل المذاكرة,فيتوجه الطالب إلى قاعة الامتحان وليس في رأسه إلا الأحداث التي دارت بين الفرق المتنافسة .

مباريات كأس العالم وتوقيتها الزمني يؤثر على مستوى الطلاب في الامتحانات ,حتى لو كان الطالب مجتهدا قبل الامتحانات فإن هذه المباريات تجعل فكر الطالب مشغولا ,ويكون شغله الشاغل متابعة المباريات ,ونتائجها ,وتوقع نتائج المباريات القادمة ,ومتابعة أحسن الأهداف , وأحسن اللاعبين ...,فكيف ستكون إجابته على ورقة الامتحان طبعا وقبلها كان لا يتسنى له الوقت الكافي للمذاكرة فهو بين مطرقة الكهرباء وسندان الإضرابات ,ومما يزيد الطين بلالا أن يكن الطالب من النوع المتعصب لفريق ما فإذا خسر فريقه تغيرت حالته النفسية وصار حزينا وكأنه فقد عزيزا عليه.

هذا الموضوع يجب أن يكون في حسبان وزارة التربية والتعليم , ووزارة التعليم العالي , فنحن لن نستطيع تغيير وقت عرض هذه المباريات ,لكن يجب على الجميع العمل بمسئولية فهذا يؤثر على الشباب وتحصيلهم العلمي والذي يؤثر بدوره على اقتصاد البلاد ويزيد من نسبة البطالة,وقلة الكوادر والكفاءات التي تحتاجها البلاد.

وكذلك يتوجب على أولياء الأمور حث الأبناء على الاهتمام بمستقبلهم ومتابعة دروسهم فهذا المونديال سيرحل وسترحل معه مبارياته وما كان فيها من أحداث أحزنت فرق وأفرحت أخرى , وسيبقى طلابنا أمام واقع مستقبلهم الذي فرطوا فيه من أجل شيء لا يعني لهم شيئا سوى الحزن والفرح في ما لا يعنينهم ولا يعود عليهم بالنفع سوى المتعة المؤقتة .

وهنا يجب أن ينتبه إخواننا الطلاب أن هذه المباريات لن تعود عليهم بالنفع إذا تابعوها, ولن تعود عليهم بالضرر إذا هم لم يشاهدوها واهتموا بتحصيلهم العلمي الذي هو العامل الأساسي في تحسين مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية,وحتى لا تذهب أوقاتهم وجهودهم التي بذلوها في مطالعة الدروس والمواضبة على الحضور ادراج الرياح فانت أخي الطالب المستفيد الأول والأخير من جهدك هذا كما أنك ستكون الخاسر الوحيد إن فرطت في هذا كله.
ولي معنى هذا أن الطالب يظل منغمسا في دروسه ومذاكرته , وإنما يعطيهم الوقت الكافي حتى يضمن نجاحه بتفوق وبدرجات عالية وحتى يحصل على ثمرة تعبه ومجهوده.

و صحيح أن البطالة موجودة وهناك الكثير من الخريجين لم يجدوا أعمالا تتناسب مع اختصاصاتهم لكن هذا لا يعتبر مسوغا وسببا لأن يهمل الطالب نفسه وأن يكون هو السبب في ضياع مستقبله المهني,ورغم أن هذه المباريات ليست مجانية المشاهدة, إلا أن أغلب الشباب يتمكنون من متابعة هذه المباريات ويحرصون كل الحرص على مشاهدتها وتأخذ جل أوقاتهم فقبل كل مباراة تحصل التكهنات والتوقعات من سيفوز ومن سيخسر , وأثناء المباراة متابعة ثاقبة لكل شاردة وواردة, وبعد المباراة تحليل كروي لكل الأحداث التي مرت ... هذا كله وفي صباح يوم الامتحان يستيقظ الطلاب ليواجهوا أسئلة الامتحان .
فكيف ستجيب أخي الطالب على هذه الأسئلة وأنت شارد الذهن مشغول الفؤاد محصور الفكر في مبارة الأمس ومباراة الغد مهتما غاية الاهتمام بمجريات الأحداث ومن سيفوز بكاس العالم ...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة