ألعاب أطفال أم أسلحة خفية


ألعاب أطفال أم أسلحة خفية

إسلام عبد التواب سيف/صحيفة الثورة-28/9/2010
كثيرة هي المناسبات والأفراح في مجتمعنا اليمني وهذا من فضل الله تعالى علينا وهي دليل على الاستقرار والأمن الذي نعيشه على هذه الأرض الطيبة ولله الحمد والمنة ولولا هذا الأمن والاستقرار لما رأيت الأعراس بين لحظة وأخرى وبين حين وآخر.وقد تَعود الكثير منا أن يجعل له شريكاً في أفراحه قد يكون سببا في تحويل فرحه هذا إلى حزن وأسى فلماذا لا نكتفي بالأفراح دون أن نشرك هذا الشريك الذي يحوي بين جنبيه شرا مستطيراً وسواء أكانت هذه الأفراح أفراح أعراس أو أعياد أو غير ذلك من المناسبات ,هذا الشريك هو المفرقعات والألعاب النارية فلا يكاد يخلو عرس أو فرح من هذه الألعاب النارية وتأخذ الأعياد نصيب الأسد من هذه الألعاب النارية و التي ليس منها سوى الخوف والقلق لما تسببه في المقام الأول من قلق للراحة العامة بالإضافة إلى ما تسببه من أضرار متعددة .وإني لأستغرب كيف تصبح مثل هذه المفرقعات التي أخطأ من سماها بألعاب في متناول الأطفال فهم يصولون ويجولون بها في أحيائهم ومدنهم فهي ليست بألعاب آمنة حتى تكون في متناول أيدي أبنائنا,فكم من فرح تحول إلى حزن وكم من عرس تحول إلى مأتم وكم من عيد لم يكن بسعيد بسبب مفرقعة أو عيار ناري مع اختفاء الأخير وبقاء الأول .وقد قرأت مؤخراً في هذه الصحيفة وفي صفحتها الأخيرة عن طفل أصيب بمفرقعة لكن من العيار الثقيل وكما يسميها أطفالنا (بالقنبلة) لشدة انفجارها وصوتها القوي هذه المفرقعة وهذه اللعاب النارية كانت سبباً في أن يفقد هذا الطفل المسكين أصابع يديه ولم يتبقى له من عشرة أصابع إلا ثلاثة أصابع فتخيل أخي القارئ أن هذا الطفل هو ابنك كيف سيكون شعورك تجاهه وأنت تراه قد أصيب بعاهة مستديمة وقد كان بالإمكان أن تمنعه منها بإذن الله تعالى؟!!!.ثم تخيل معي أيضا أن الإصابة لم تقف عند أصابع اليدين أو القدمين بل أصابت عينيه فأصيب بالعمى أو أشد من ذلك لا قدر الله أصابته في مكان حساس من جسده فاردته قتيلا في التو واللحظة!!!.فهل أصبحت المفرقعات هي زوامل الأعراس أم صارت كطقس لا تكتمل الفرحة إلا به أم كانت خيرا يُتفاءل به ,وما هي إلا أصوات مزعجة وجروح مؤلمة وذكريات محزنة.وقد انتشرت في الآونة الأخيرة العاب خبيثة استطيع أن أسميها وبدون مزايدة أسلحة خفية تتمثل في ألعاب على شكل مسدسات تنطلق من أفواهها كرات صغيرة -مثل حبات الخرز- يمكنها إيذاء العين إذا أصيبت العين بها بشكل مباشر فهل أصبح العيد أو اللعب سببا لأن يؤذي الطفل طفلا آخر.وإني ومن هذه الصحيفة الغراء أطالب المسئولين ومن تقع عليهم مسئولية حماية البلاد وحماية أبنائنا وأطفالنا من هذا الشر أن يمنعوا بكل ما أتوا من جهد وحزم هذه المفرقعات من أن تصل إلى أيدي أبنائنا كما أشد على أيدي الآباء أن يحافظوا على أبنائهم وأن لا يسمحوا لهم بمثل هذه الألعاب التي طالما تساهلنا بها .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة