رمضان والفضائيات


رمضان والفضائيات


إسلام عبد التواب سيف/لصحيفة الثورة-28/8/2010م

أضلنا شهر كريم شهر الرحمة والخير والألفة والمحبة شهر الجود والكرم وحب المساكين شهر التزود بالخيرات والباقيات الصالحات شهر قد اشتاقت لمعانقته القلوب وانفرجت به الكروب شهر الانتصار على النفس وإثبات الذات شهر لأصحاب الهمم العالية والغايات السامية لا أصحاب الهمم الهابطة والغايات الدنيئة.
هو موسم للتزود من الخيرات ومن الأعمال الصالحة فيه يرحم الغني الفقير ويحس الفقير برابط الأخوة حينما يرى الأيدي تمتد إليه بالعطاء والخير .
هو موسم الإكثار من قراءة القرآن وتدبر معانيه فيه ترتج المساجد من ذكر الله ولا تكاد تخلو فيه من المصلين ليلا أو نهارا فمنهم الراكع ومنهم الساجد ومنهم القارئ للقرآن.
لكن هذا الموسم قد تغيرت عاداته وهجره أهله وأحبابه إلا من رحم الله منهم ولم يعد شهر رمضان إلا شهرا تتنافس فيه القنوات الفضائية في عرض الأفلام والمسلسلات التي أخذت الأوقات واستنفذت الطاقات وانكب الناس على مشاهدتها بل وقد يصل الأمر عند كثير من الناس أن يترقب قدوم هذا الشهر ليس من أجل صيامه ولا قيامه وإنما من أجل المسلسل الفلاني!!وأصبح الجلوس أمام التلفاز في رمضان أكثر منه في بقية الشهور والأيام وكأن الفضائيات لا تعمل إلا في رمضان !!.
فضائيات أنفقت الكثير والكثير من الوقت والجهد لتحصل على نصيب الأسد من المشاهدات والمتابعات وصار المشاهدون لهذه الفضائيات مشتتين بين هذه الفضائيات ولو أمكن للواحد منهم أن يتابع أكثر من قناة فضائية في نفس الوقت لفعل !!.
ولو نظر العاقل لمضمون هذه المسلسلات والأفلام التي تكون حصرية العرض في رمضان لوجد أن أكثرها إن لم تكن كلها ليس لها معاني تتعلق بالشهر الفضيل وليس فيها ما يحث الصائم على الازدياد من الخير وإنما هي ملهاة عن جوهر الصيام وحقيقة الصيام الذي هو من العبادات التي شرفها الله بإضافتها إليه تشريفا وتعظيما فكيف سيحس هذا النوع من الصائمين الذي يقضي الليل والنهار أمام التلفاز برمضان !!!
فليكن شهر رمضان محطة تزود لنا في هذا العام فنحن في أمس الحاجة للعودة إلى العبادات والطاعات حتى يرفع الله قدرنا ويصلح أحوالنا.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة