الروتين القاسي


الروتين القاسي

إسلام عبد التواب سيف/صحيفة الثورة -الأحد 31/10/2010م
يغلب طابع الروتين القاسي على أغلب المعاملات في الدوائر والمؤسسات الرسمية للدولة وينتشر في مختلف مرافقها وخدماتها وهذا النوع من الروتين الغير اعتيادي أوجد بيئة خصبة ومناسبة لنمو واستقرار شجرة الفساد.
يكلف هذا الروتين المواطن الكثير من الجهد النفسي كما يهدر كثيرا من الوقت أيام وأسابيع وربما أشهر في معاملات ممكن أن تتم خلال دقائق بالإضافة إلى ما قد يعانيه المواطن من أضرار مادية تلحق به جراء هذا الروتين!!وفي خضم هذا الروتين الذي أتاح للكثير من الموظفين العبث بمعاملات المواطنين و الضغط عليهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ليخرج من جيبه مبلغ وقدره حتى تنتهي معاملته وإلا روح اشتكي؟!.ومع تنامي حدة هذا الروتين القاسي فإن شجرة الفساد تزداد في مد جذورها في أعماق جسد هذا الوطن العظيم وتتشبث به حتى يصبح من الصعب اجتثاث هذه الشجرة من جذورها حتى ولو سقطت أوراقها.وهنا اذكر مثالا حيا للروتين القاسي حدث لطالب أعرفه تخرج من أحدى الجامعات وعانى الأمرين من أجل استخراج وثيقة التخرج التي استغرقت أكثر من عام كامل وهو يجري وراءها في مكاتب وإدارة شؤون الطلاب في كليته لكنه لم يحصل عليها حتى الآن مع أنه قد استكمل كل البيانات والأوراق اللازمة لذلك,وإني استغرب غاية الاستغراب في هذا الوقت من العمر كله يجري خلف وثيقة ليس إلا فما بالي بما هو أكبر من ذلك؟!!!والأمثلة على الروتين القاسي كثيرة ومتعددة الجوانب ولا أظن أن هناك من لم يتعامل مع نوع من أنواع هذا الروتين الذي يتنوع بتنوع المكان الذي يمارس فيه,فلماذا هذه الإجراءات المجحفة؟ ولماذا كل هذا التعقيد؟ ولماذا لا تكون هناك شفافية في المعاملات والإجراءات ؟ ولماذا لا يتم تحديد المعطيات والمتطلبات القانونية لكل معاملة سلفا قبل أن يشرع المرء فيها ويتمكن من تجميع معاملته ويضمن أنها ستنتهي بسلام وبدون منغصات ؟ , ولماذا لا يتم تحديد زمن معين لإجراء معاملة ما بدلا من أن يكون الزمن مفتوحا على مصراعيه يعتمد على مزاج الموظف ؟!, برأيي وجود شفافية كاملة مع الصدق والقناعة في تطبيقها كفيل باقتلاع شجرة الفساد من جذورها ولو كانت أوراقها خضراء مثل أذان الفيلة. 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة