من أجل حياة سعيدة


من أجل حياة سعيدة
إسلام عبد التواب سيف/صحيفة الثورة -13/8/2010م

الحياة السعيدة هي مطلب الجميع وهدفهم الذي يريدون الوصول إليه ويناضلون من أجله ولما كان المال هو أحد مقومات الحياة السعيدة كان العمل متوجبا من اجل كسب هذا المال الحلال الذي يكفي لضمان حياة سعيدة كريمة.
ومن أجل هذه الحياة السعيدة ومن أجل هذا المال يكون رب الأسرة بين أمرين أحلاهما مر بين أن يبقى بين أهله وأولاده والرضا والقناعة بما لديه من القوت الذي قد ربما لا يسد ولو جزءا من حاجتهم وبين الهجرة وفراق الأحبة بحثا عن لقمة العيش الرغيد.
فيهجر رب الأسرة أهله وبيته بحثا عن عمل يكسب من خلاله ما يسد رمق هذه الأسرة ويكفيهم عن سؤال الناس, وخصوصا مع ازدياد نسبة البطالة وغلا المعيشة وتدني الأجور فإن الهجرة هي الحل الوحيد للكثير من اجل كسب القوت الضروري والعيش الرغيد.
وأتحدث هنا عن الهجرة الغير شرعية – عن طريق التهريب- إلى دول الجوار حيث تعتبر هي الأسلوب الشائع والمتبع من قبل الكثير ممن اتخذوا من العيش بشكل مجهول في تلك الدول أسلوب حياة رغما عنهم فهم يعيشون هناك مجهولين يتنقلون من عمل لآخر,وهم بهذا يتجرعون المر والخوف من أن يتم الإمساك بهم ويتم ترحيلهم وإعادتهم .
ومن العجيب أنه حتى من يتم الإمساك به ويتم إعادته – تزفيره- يعود مرات وكرات ناسيا متناسيا ما حصل له وما عاناه وإذا سألت أحدهم عن سبب سلوكه هذه الطريق المحفوفة بالمخاطر ويعاني منها ...يسرد لك معاناته وقلة حيلته فهو لم يجد العمل المناسب في بلده ولا يملك قيمة الفيزا التي يطلب فيها مبالغ خيالية لا يملكها ولم يجد سوى هذه الطريق المحفوفة بالمخاطر والصعاب طريقا للبحث عن عمل شريف يستطيع أن يعيل به أسرته ويستطيع بها تحسين من وضعه المعيشي وتحت ظل هذه الظروف فإنه ينسى إلى أين سيعود!!!, بل ويفضل بقاءه على هذه الطريق من أن يحصل على الفيزا معللا بذلك ما يعانيه أصحاب تلك الفيز من هضم في الحقوق حيث يعانون من تدني في الأجور... !!!.
ورغم ما في الهجرة الغير شرعية من مخاطر إلا أنها في ازدياد خصوصا في أوساط الشباب الذين قتلتهم البطالة وقتلتهم الحاجة فهانت عندهم هذه المخاطر من أجل أن يحسن من وضعه المعيشي فهو يريد أن يبني أسرة وأن يكون زوجا وأبا ولا سبيل لذلك في نظره إلا هذه الطريق وليس أمامه إلا هذا الخيار .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة