في ربوع السعيدة


في ربوع السعيدة


إسلام عبدالتواب سيف/صحيفة الثورة /الثلاثاء - 19 - اكتوبر - 2010 -
تمتاز أرض السعيدة بالتنوع الجغرافي الفريد والجميل من نوعه فهي تمتلك الجبال الشاهقة والوديان الدافقة وفيها السواحل الجميلة والروابي الفاتنة، وأنت تتجول في قراها خصوصاً تلك التي بنيت على سفوح وقمم الجبال الشاهقة ومدرجاتها التي رصت كعقد لؤلؤ في نحر حورية زادها جمالاً إلى جمالها ترى فيها ما ينسيك صخب المدينة وضوضائها وتستنشق منها نسيمها الذي يبعث في النفس الهدوء والسكينة وتشرب من مائها العذب الزلال الذي يشعر بالحيوية والنشاط وكأنه مشروب طاقة وليس ماء مطراً، كم هي جميلة بلادي تتمنى أن ينطوي العام وتأخذ إجازتك السنوية لتنتقل بعدها في ربوع السعيدة، وتنتقل فيها من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة لترى التنوع الجغرافي الفريد فأنت تنتقل من مستوى سطح البحر إلى آلاف الأقدام فوق مستوى سطح البحر في ساعات قليلة وتخرج من مدينة حارة إلى أخرى باردة فسبحان من أبدع وخلق، وقد ساهمت الطرق المعبدة في سهولة الانتقال بين المدن والقرى وهي لم تغط جميع القرى ولكن الطرق الموجودة ساهمت بشكل كبير وأساسي في ربط الريف بالحضر وسهولة وصول الخدمات إلى القرى فكل القرى تقريباً التي تقع على ممر الطرق المعبدة لم تعد قرى نائية معزولة عن البلاد وعن العالم بل صارت مدنا مصغرة فقد وصلت الكهرباء لكثير من القرى التي كانت تعيش في ثوب من الظلام الدامس ردحا من الزمن وها هي الآن قد ودعت السرج التقليدية "الفانوس" التي كانت تعتبر من الأدوات الأساسية في المنزل وأصبحت الكهربائيات في كل بيت بعدما كانت حكرا على أصحاب المولدات الكهربائية، أما القرى التي لم يصلها شيء بعد من الخدمات بعضها أو جميعها فإنها تنتظر بفارغ الصبر أن تلحق بقريناتها وأن لا تصبح معزولة أكثر من ذلك؟! وهنا شيء أزعجني فأحببت أن أنبه عليه وهو أمر لاحظته أثناء زيارتي للقرية في شهر رمضان المبارك وأولها وأهمها هو عدم التأني في أذان المغرب والذي به يفطر الصائم فقد كان الفرق بين قرية وأخرى ما لا يقل عن ثمان دقائق وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم الاهتمام من قبل أئمة تلك المساجد التي تؤذن للناس قبل دخول الوقت مع أنه كان بإمكانهم الاستعانة بالتوقيت المتوفر في التقاويم المعتمدة أو تكليف من يقوم بمراقبة غروب الشمس كل يومين أو ثلاثة وقد اكتشفت هذا الفارق عندما قمت بزيارة لأقاربي في قرية تبعد عن القرية التي نزلت فيها حوالي نصف ساعة أو ساعة إلا ربع سيراً على الأقدام وهذا الذي أزعجني كثيراً فلم أعد أطيق البقاء أكثر وعدت أدراجي وقد كان في نيتي البقاء حتى عيد الفطر المبارك، وأمر آخر وهو عدم اهتمام سكان القرى إلا القليل منهم بالصلوات المفروضة في المساجد عوضاً عن صلاة التراويح.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة