حرائق حيفا

حرائق حيفا


إسلام عبد التواب سيف/صحيفة الثورة-الأثنين 13/12/2010
 كم أحرق الصهاينة من أراض زراعية وكم أحرقوا من أشجار الزيتون وكم أحرقوا قبل ذلك كله قلوبا احترقت حزنا وغيظا,وكم طفلا وشيخا وامرأة أحرقوهم بأسلحتهم الخبيثة وبقلوبهم الميتة,وزاد طغيان هذا الكيان الصهيوني وجبروته على المستضعفين من الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء,وها هي حكمة الله تتجلى ليرنا ضعف وخوار هذا الكيان الذي يقف عاجزا حتى هذه اللحظة أمام نيران تلتهب وأراضي تحترق وأرواح تزهق.حرائق حيفا أو جبل الكرمل أثبتت بما لا يدع مجال للشك بان القوة اليهودية عموما وسلاح الجو فيها خصوصا ليس بتلك القوة التي كان يروج لها, وهي إن كانت تمتلك وسائل هجومية متطورة فإن وسائل الدفاع لديها أضعف من أن تواجه حرائق تنشب جراء هجوم منظم ضدها, بل إن اليهود أنفسهم مستاءين من عجزهم أمام مواجهة تلك الحرائق.والعديد من الدول تشارك في محاولة يائسة لإخماد هذه الحرائق التي تلتهم أي شيء أمامها ولم تفلح هذه المحاولات وهذه المساعي للحد من هذه الحرائق التي لا تزال خارج السيطرة وهذا يزيد من رقعة الأراضي المحترقة وربما زيادة في خسارة الأرواح .تلك الدول التي بادرت إلى المساعدة بمجرد طلب رئيس الوزراء الصهيوني للمساعدة في إخماد الحرائق وبدعاوى إنسانية ,فإني أتساءل ماذا لو كانت هذه الحرائق في قطاع غزة أو في الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت سلطة السلطة الفلسطينية ,هل كانت السلطة الفلسطينية ستحصل على هذه المساعدات بنفس السرعة ,وهل كان العدو الصهيوني سيسمح بمرور طائرات وطواقم الإطفاء؟! لا شك أنها كانت لن تفعل والدليل ما حصل في غزة عند الاجتياح الماضي بل وربما ساهم العدو الصهيوني في زيادة إشعال الحرائق حتى تأتي هذه الحرائق على ما تبقى من الأخضر واليابس من الأراضي الفلسطينية وعلى ما تبقى من أشجار الزيتون التي يحرقها المستوطنون اليهود وسيعتبر الصهاينة هذه الحرائق فرصة ذهبية لإبادة أكبر قدر ممكن من الشعب الفلسطيني وتحت غطاء الكوارث الطبيعية.فلماذا الكيل بمكيالين ولماذا يكال للشعب الفلسطيني بمكيال يكاد لا يوازي أو يساوي حتى عشر المكيال الذي يكال به لهؤلاء الصهاينة وهل الدعاوى الإنسانية تتوقف عند الفلسطينيين,هل هذا لأن اليهود كما يزعمون هم شعب الله المختار؟! , أم أن دمائهم أغلى وأثمن من دماء إخواننا في فلسطين؟! , أم أن المال والقوة هو الذي يحدد هذه المكاييل؟! , أم هو قانون الغاب يسود عنوة وقهرا؟!!!.إسرائيل كما يطلق عليها العالم حصلت على المساعدة وهي في ازدياد ولا ريب ومحاولة إخماد الحرائق على قدم وساق لأن هذه الحرائق تمس أمن وسلامة مواطنيها, والأيام كفيلة بإظهار ما خلفته هذه الحرائق وما ستخلفه وستظهر مدى الضعف الذي هو حاصل في كيان هذه الدولة المغتصبة وعلى أمل من الله سبحانه أن تظل هذه الحرائق لأطول فترة زمنية ممكنة لعلها تغير من سياسة هذه الدولة ونسأله سبحانه أن يحفظ إخواننا الفلسطينيين من خطر هذه الحرائق ,ولعل الدول التي تساعد من أجل إخماد الحرائق يكون لها صوت مسموع لدى قادة الصهيونية للتخفيف على إخواننا في فلسطين هذا إن كان اليهود يحملون الجميل؟!!! .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

العسل صيدلية متكاملة