ماذا ينقص اليمنيين


ماذا ينقص اليمنيين

يظن الكثير بأن سبب ما تعيشه اليمن من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية هو بسبب الفقر الذي تعانيه البلاد جراء شحة مواردها الطبيعية من ثروات مختلفة على حد زعم البعض الذين يدعون بأن موارد اليمن شحيحة جدا لدرجة أنها لا تستطيع من خلالها الالتزام بمتطلبات البلاد الأساسية.
موارد البلاد شحيحة جدا لدرجة أن البعض لا يستطيع العيش إلا في بيت لو قسمت أحجاره وأساساته ومواد بنائه على حي لأمكن بها بناء حي سكني صغير.

الموارد شحيحة جدا لدرجة أن البعض لا يمكن أن يسير في الشارع على قدميه ولا يمكن أن يركب إلا البورش والفورد والمرسديس وأقلهم ربما اكتفى بالاند كروزر ويا ليت أنه اكتفى بها لنفسه لكن سيارة له وسيارة للعيال وربما سيارة لأم العيال.

و لا تظهر شحة وموارد البلاد إلا على المواطن المسكين الذي يعاني من انخفاض قيمة الريال وتدهور أسعار السلع الأساسية وتقلبها بين الارتفاع والارتفاع فاليوم السلعة طلعت ألف وبكرة تنزل ثلاثمائة وبعدة تطلع خمس وبعده تنزل مائتين.

وذلك الموظف المسكين الذي تأجل حقوقه بدعوى أن البلاد لا تتحمل الزيادة في النفقات وتقوم الحكومة بالتقسيط المريح لحقوقه, ويا ليت أنها تقسط الحقوق من أجل إعطائها كاملة لكن مثل حادث بين اثنين فقالوا خلاص ثلثين بثلث وأظن أن صاحب الثلثين معروف.

ويتعب الموظف المسكين عشرين ثلاثين سنة ويحين وقت تقاعده ولم تستوفى بعد حقوقه الوظيفية والمالية, بينما يقضي البعض سنة أو سنتين ولو زادت أربع أو خمس سنوات حتى يصل إلى أعلى السلم الوظيفي, كيف وليش, لا اعتقد أن الكفاءة وحدها هي من قفزت به إلى أعلى درجات السلم, فلو كانت الكفاءة - مع احترامي الشديد للأكفاء – ما كان هذا هو حال البلاد.

الكلام في هذا الموضوع كثير ومتشعب لكن خلاصة القول أن ما ينقص اليمنيين هو إنصافهم لأنفسهم وإنصاف بعضهم لبعض, فبهذا يعرف كل منا قدره وحجمه, وبالله التوفيق.


ليلة الأحد 1 ربيع الأول 1434هـ الموافق 13 يناير 2013م

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

(المكرفس) في الحديدة