عندما يكون للكذب عنوان


عندما يكون للكذب عنوان
لا شك أننا جميعا أو الكثيرين منا قد سمع بمثل مشهور معناه : (( الرسالة تقرأ من عنوانها)) وهذا هو الأمر الطبيعي أن يكون العنوان هو جزء أساسي من موضوعه بل إن حسن اختيار العنوان هو دليل على الفطنة والنباهة والذكاء.
وما سأتحدث عنه في هذه السطور القليلة القادمة ليس عن عناوين المواضيع المكتوبة من رسائل وخطب وكتابات ..., وإنما سيكون الحديث عن الإنسان وعنوانه الذي يحمله في هذه الحياة والذي يدل على أخلاقه ومبادئه وطريقة تفكيره ... .
في هذه الأيام أصبح الكثير من الناس – إلا ما رحم الله – مع الأسف الشديد بل ومع بالغ الأسف الشديد يحملون عناوينا تختلف تماما بل وتتناقض مع واقعهم, فتراهم يتحدثون عن النزاهة والشرف بينما هم من أكبر المتحايلين على حقوق الضعفاء من الناس, تراهم يدعون حب الدين فربما تراهم من المصلين في المساجد ومع جماعة المسلمين لكنهم لا يحتكمون إلا لشرع الهوى وعرف القبيلة وعلى مزاجهم, تراهم يدعون حب العمل والتفاني من أجل اليمن ولا تراهم إلا ممن جيروا أرزاق العباد والبلاد إلى جيوبهم, تراهم يتحدثون عن الأمانة وهم ربما يكونوا من أول الخائنين والبائعين مع أول سعر معروض.
هؤلاء الناس منهم من هو ذا منصب ومال, ومنهم من هو في فقر مدقع, فلا ترى صاحب المال والمنصب من الشاكرين, ولا ترى ذاك الفقير من الصابرين, وكلاهما يندب حضه وليس براض عن احد.
الجميع يتحدث عن حب الدين, لكن القليل من يلتزم بتعاليمه, الجميع يتحدث عن حب الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه, لكن القليل من يتخذ منه قدوة وأسوة ومن سنته طريقا ومنهجا, الجميع يتحدث عن حب اليمن, لكن القليل من يعمل لأجل نهضتها.
فمتى ستكون العناوين هي حقيقة ما سنقرأه  في حياتنا وفي مجتمعنا ...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسعار العيد

نحن وكأس العالم