أزمة ضمير


أزمة ضمير
إسلام عبد التواب سيف 10/12/2011م
يعيش اليمن أزمة من نوع خاص طويلة الأجل على مدى أكثر من عشرة أشهر والأمر ربما لا يزال مرشحا ليطول أكثر من ذلك, فكلما اقترب انفراج الأحداث تعثرت الخطى ليشهد الموقف تدهورا أكثر مما سبق.
اليمن لا يعيش أزمة اقتصادية أو حتى سياسية اليمن يعيش أزمة حقيقية من نوع ربما يكون فريدا من نوعه في دول المنطقة وما الآثار الاقتصادية والسياسية السلبية إلا أزمة مترتبة انبثقت من رحم الأزمة الحقيقية التي يعيشها اليمن, هذه الأزمة هي أزمة ضمير .
أزمة ضمير جعلت من دماء اليمنيين لا قيمة لها, أزمة ضمير جعلت أعراض اليمنيين لا قيمة لها, أزمة ضمير جعلت أموال اليمنيين ومكتسباتهم وحقوقهم لا قيمة لها, أزمة ضمير جعلت من شريعة الغاب دستورا واقعا حل علينا ولا رقيب ولا حسيب.
عندما تزهق الأرواح بغير وجه حق, عندما يفقد ألأبناء أبائهم بغير حق, عندما يفقد الآباء أبنائهم فلذات أكبادهم بغير حق فلا تقل لي أن اليمن تعيش أزمة سياسية أو اقتصادية فليس هناك سبب على وجه الأرض كلها يبيح هدر الدماء بغير الحق.
اليمن يعيش حالة من انعدام الضمير أصابت نوبته كثيرا ممن تسببوا في ما وصلت إليه الأمور ضمير طالما توارى واستتر خلف الشعارات والمصالح والأكاذيب وتتبع العثرات, ضمير ظهر أخيرا وظهرت حقائقه جلية واضحة .
وإن كان هناك حل لما تعيشه البلاد فإن الحل لا يخرج عن حلين اثنين لا ثالث لهما:الحل الأول أن يصلح الله ضمائر من فسدت ضمائرهم وتعود إلى الجادة فعندها يكون لإصلاح ما فسد طريق مستقيم في البلاد, وأما الحل الثاني وهو أن يخلص الله البلاد من أصحاب هذه الضمائر الفاسدة التي لا ولم تكترث إلا لمصالحها الضيقة, وهذا حل لا نريده فالجميع أخوة لنا برغم ما سبق, لكن الأمر كله بيد الله وهو أعلم ...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

(المكرفس) في الحديدة