إنها أضحوكة

إنها أضحوكة

إسلام عبد التواب سيف
إنها أضحوكة عندما ترى الكثير يتهافت على السلطة ليس لشيء إلا للسلطة ناسين أو متناسين مغبة هذا التهافت, ولعلهم حتى اللحظة لم يدركوا أو لنقلها صراحة لم يريدوا ليدركوا ما تسببوا به من انهيار وشيك للبلاد لا يمنعه إلا التوقف عند هذا الحد والنظر للخلف قليلا ولينظروا ما جنته الأيادي وما فعل عنادهم ببلادي.

إن الوقت قد حان أن يجتمع الجميع ويتفق الجميع على مصلحة اليمن وليضعوا مصالحهم الضيقة وأطماعهم القاتلة وراء ظهورهم لأن استمرار العناد والتفكير بالذات لن يحقق من تلك المطامع أو تلك المصالح شيء وسينهار الجميع بانهيار الوطن, فلنجعل اليمن ووحدته نصب أعيننا ولنفكر في مستقبل أبنائنا وكيف سيكون مآلهم وحالهم إذا استمر فينا ما نحن فيه من التشبث بالرأي وطلب للمستحيل واللامعقول.

ليس من العيب أن يتراجع المخطئ عن خطئه وأن يعترف به ويحاول إصلاحه بالأساليب السليمة, وليس من العيب أن يأتلف الجميع ويلتف الجميع حول مائدة التفاهم ولتتصافح القلوب قبل الأيدي وتعود المياه لمجاريها والأمور لنصابها, فعلى الجميع أن يتحمل مسئوليته كاملة ولا يلقي بها على غيره فهذا هو الهروب من الحقيقة وهذا هو الضعف والجبن بعينه.

أُرهقت اليمن بهذه الأزمة وقد أوشكت أيامها أن تنتهي لتتنفس الصعداء رغم ما تتعرض له من محاولة إطالة لهذه الأزمة التي أرهقت وأثقلت كاهلها إلى ما لا نهاية ليكون السبب في القضاء عليها, لكن هيهات هيهات أن يحدث هذا.

إنها أضحوكة عندما ترى خفافيش الظلام تنادي غربان النهار لتبادل الأدوار لتبقي اليمن بين الخفافيش المقلوبة والغربان السوداء فلا تعجب أن تراها تسعى بشكل مباشر أو غير مباشر لحل هذه الأزمة جاهدة بتدويل القضية والتدخل الأجنبي.

إذا كنا نريد الخير لبلادنا وليمننا الحبيب المبارك فلا بد أن يكون الاتفاق بالتراضي هو النبراس ولا بد أن يكون الحوار الصادق الجاد الحقيقي الذي يبني ولا يهدم هو السبيل الوحيد للخروج بحل ينصب في مصلحة اليمن ويرضاه الجميع, أما أن يأخذ كل فريق طريقا موازيا للآخر فإنه من المحال أن يلتقيا محال أن يلتقيا ...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

(المكرفس) في الحديدة