أسعار العيد

أسعار العيد

إسلام عبد التواب سيف

للعيد طعم ونكهة خاصة تمتاز بالفرحة والبهجة والسرور الذين تمتلئ بهم القلوب الرقيقة والوجوه السعيدة فهو يوم الفرح ومناسبة سعيدة وهمزة وصل بين الأهل والأقارب وبين الأصدقاء والأحبة .

وقد خص الله هذه الأمة بعيدين عظيمين عيد الفطر وعيد الأضحى الذين يأتيان بعد عبادتين عظيمتين جليلتين هما الصيام والحج فبالصوم تروض النفس على التحمل والصبر ومعايشة أحوال الفقراء والمساكين الذين تمر عليهم الأيام والليالي وهم جياع في أمس الحاجة إلى كسرة خبز وعبادة الحج التي تذكر الإنسان بيوم الحشر الذي تجتمع فيه الخلائق الرجال والنساء الصغار والكبار على صعيد واحد فلا فرق بين ملك ومملوك ولا غني ولا فقير .

ورغم ذلك ترى كثيرا من الناس من لا يروضه الصوم ولا يذكره الحج ولا تمنعه الصلاة فلا رقة في قلبه ولا لين في جانبه فهو جشع ذو طمع يركض وراء المادة ولا يبالي أي طريق يسلك من أجلها .

وما نلمسه ونشاهده ونعايشه ارتفاع الأسعار بين فينة وأخرى خصوصا في أيام الأعياد التي تشهد ارتفاعا مهولا وغير مبرر وليس هناك من عذر إلا كلمة ((عيد)) وكأن كلمة عيد مبرر لرفع أسعار السلع وبخس الناس بعضهم لبعض فما تشتريه في الأيام العادية بسعر فإنه في يوم العيد يكون بسعر مرتفع أو ربما بسعر مضاعف .

وما حصل هذا التلاعب بالسلع وبالأسعار إلا بعد أن غاب الضمير الذي قبل أن يغيب اضمحل بسبب ضعف الوازع الديني والحب المفرط لجمع المال ولو بطرق غير مشروعة وزاد من اضمحلاله غياب الرقابة التي من المفترض أن تكون رقيبا على من غابت ضمائرهم ونزعت الرحمة من قلوبهم فجعلوا من حاجة الناس ومتطلبات حياتهم أسهل الطرق وأسرعها لجني الأموال الطائلة فأين أصحاب القلوب الرقيقة الرحيمة المتسامحة وأين أصحاب العقول اللينة الواعية .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

عندما يكون للكذب عنوان