قاموس الحزبية..والكلمات المفقودة


قاموس الحزبية..والكلمات المفقودة
إسلام عبد التواب سيف
عندما تصبح الأمور حزبية والهموم حزبية وتصعد الأمور من أجل الحزبية عندها يظهر وبكل وضوح أن الوطن والشعب كلمتان مفقودتان في قاموس الحزبية الذي لا يحتوي سوى على مفردات الحزب أيا كان توجهه أو ولائه لأن الولاء أولا وأخرا هو للحزب لا ولاء من أجل الأخوة الإسلامية. 
ولأن الوطن وأبنائه غير موجودين في قاموسها البائس فإن دمار الوطن وسحق أبنائه بعضهم ببعض أمر لا يعنيها بل إنها تسعى جاهدة إلى ذلك إما لتحافظ على مصالحها الشخصية أو لتتحصل على مصالح وطموحات  جديدة ولو على حساب الوطن وخيراته وأبناء الشعب ودماءه .
موجات الثوران التي أطلت برأسها على يمننا الحبيب هتكت ستر الحزبية بل وعرتها لتظهر جلية واضحة لكل من كان لا يزال يعتبرها وسيلة للتعبير أو لتحقيق مصلحة الوطن ظهرت الحزبية بقبحها ودناءة مطامعها ومصالحها الشخصية فها هي تقف حجر عثرة أمام كل محاولة للإصلاح وتقف خلف كل محاولة للإفساد وتسعى جاهدة لتصب البنزين على النار ,تلك النار التي وجدت ما تحرقه من الأحقاد في صدور أبناء الوطن الواحد والدين الواحد تلك الأحقاد التي أوجدتها الحزبية بولاءاتها المزيفة .
وصار الاحتكام إلى الشارع لا لكتاب الله وسنة رسوله وهو ما يزيد من وضوح الصورة لمفهوم الحزبية التي لا تؤمن إلا بالتعنت وحب الذات والشخصنة حتى ولو كان ذلك كله سيدخل البلاد في نفق مظلم ليس فيه خط رجعه...
فلماذا كل هذا التعنت الحزبي ولماذا هذا التصلب في الرأي والمشورة السنا أبناء عقيدة واحدة أبناء وطن واحد ونعبد ربا واحد فلماذا التمييز المجحف ولماذا الإصرار على الحزبية ولماذا لا نكون أمة واحدة لا أحزابا وشيع.
إذا كنا نريد الخير للبلاد والعباد فقد آن الأوان لأن تزول الحزبية التي أوجدت الفساد بكل أنواعه وأوجدت المحسوبية وغيرت الولاءات الشرعية التي يجب أن يتصف بها المسلم فالولاء والبراء لله ومن أجل الله الذي نهانا أن نتشرذم ونتمزق ويصبح كل منا بما لديه فرح فخور.
فهذه هي دعوة للجميع بدون استثناء إلى حل جميع الأحزاب السياسية ولتنصهر هذه الأحزاب في مجتمع يمني واحد يحكمه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لا تحكمه الحزبية والمحسوبية والقبلية وحتى يكون الجميع متساوون في الحقوق والواجبات فمن أحسن كوفئ لإحسانه لا لحزبه أو لقبيلته أو لمذهبه ومن أساء عوقب ولم يجامل من أجل انتمائه أو نسبه أو صهره .
وهذه كلمات كتبتها براءة إلى الله مما ستؤول إليه الأمور إذا استمرت الرؤوس في يبسها والأحقاد في مكامنها فقد كثر الكلام في هذه الفتنة فمنه النافع الطيب ومنه الغث السخيف لكن الوقت لم يعد وقت إطلاق الشعارات أو زيادة النعرات والأحقاد الحزبية بل الوقت قد حان ليعلم من هو الصادق ومن الكاذب .




المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

(المكرفس) في الحديدة