نحن وكأس العالم


نحن وكأس العالم
إسلام عبد التواب سيف/صحيفة االثورة-28/6/2010

أصبح كأس العالم فاكهة المجالس حديث المقايل والشارع والباصات في العمل و منتديات الإنترنت وصار قضية الساعة واستحوذ على اهتمام مختلف الفئات العمرية والفكرية وهو الشغل الشاغل للكبير والصغير وأصبحت مبارياته جولات لتحديد المصير؟! فلم تعد لدينا قضايا نهتم بها ولا مشاكل نعالجها .
نتمنى فوز الفريق الفلاني ونخلص له في الدعاء ليفوز ويصل الحال بالبعض للتضرع بين يدي الله من أجل أن يفوز الفريق الفلاني !! وأصبحت حالة من شغفوا بحب الكرة في تقلب واضح فتارة بالفرحة العارمة وتارة بالحزن الشديد والأسى العميق.
لم تنحصر متابعة مباريات كأس العالم على الرجال بل وأصبحت الفتيات من المتابعات للمجريات ومشجعات ومحبات للفرق وأصبحن ينافسن الشباب حتى الأطفال لهم نصيب فصارت لهم أراء وتحليلات على هذه المباريات واستحوذت على أوقاتهم!!.
 وأصبحت كل وسائل الإعلام طريقا سهلا لمتابعة هذه الأحداث فالقنوات الفضائية والإذاعات والإنترنت كلها طرق مؤدية إلى متابعة كأس العالم ولم يعد من الصعب بمكان متابعة المباريات رغم الاحتكار والتشفير , وبُذلت الجهود وسخرت الإمكانيات من أجل محبي الساحرة المستديرة وصدق من أسماها  بالساحرة المستديرة فقد سحرت الكثير باستدارتها وتربعت على قلوب محبيها وعشاقها ؟!!.
ثم بدئت الفرق المشاركة بالخروج من هذه اللعبة فريق تلو الآخر وزادت الإثارة وحرارة اللعب فهذا هو أسلوب كأس العالم وستظل الفرق في طريقها للخروج من هذه اللعبة حتى يبقى فريق واحد هو الفائز بكأس العالم ثم تعم الفرحة بفوز الفريق الرابح!! ثم ماذا؟... لا شيء انتهى كاس العالم!!!.
تجشم الكثير عناء مشاهدة المباريات فهو من مكان لآخر بحثا عن أسهل طريقة لمتابعة المباريات فمنهم الباحث على مواقع في الإنترنت يبث أحداث المباراة ومنهم المتنقل بين الأقمار الصناعية فلا تهمه لغة المعلق على المباراة ومنهم المتابع  للأحداث على شاشات العرض المنصوبة في أماكن متفرقة من المدينة,وسؤالي هنا ما سر هذا الشغف بهذه اللعبة دون غيرها ,وهل تستحق كل هذا العناء وكل هذه التضحية بالوقت والمال والجهد...؟؟!
وأثناء هذا كله تتسابق الشركات للاستفادة قدر الإمكان من هذا الموسم التجاري فهو موسم للترويج والمشاهد هو رأس مالها وعليه يكون الرهان فأصبحت بعض الشركات تقدم العروض المغرية بمناسبة هذا الحدث فصار المشاهد بين حرارة المباريات وإغراء الشركات ,وباعتقادي فإن المستفيد الوحيد من هذا الحدث هي الشركات الراعية التي حصدت الملايين والملايين وأما المشاهدون فليس لهم إلا الجوع والعطش.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسعار العيد

عندما يكون للكذب عنوان