لماذا الامتحانات؟؟؟


لماذا الامتحانات؟؟؟
إسلام عبد التواب سيف/لصحيفة الثورة-16/7/2010
تعتبر نتيجة الامتحانات ثمرة ما يحصده الطالب وهي نتيجة تبين مستوى الطالب وتحدد مصيره كما في امتحانات الثانوية العامة وكما قيل (لكل مجتهد نصيب)فمن كان اجتهاده أكثر كانت نتيجته أعلى مثل المزارع الذي كلما اجتهد في أرضه كان عادت عليه بالخير الكثير.والامتحانات ما هي إلا مرحلة أخيرة من مراحل يمر بها الطالب في عامه الدراسي وهي نتيجة ما قام بها الطالب طوال العام فالطالب المجتهد من يحرص على المواظبة في الحضور ومتابعة دروسه أولا بأول واستذكارها ويحرص على ألا يفوته درس من الدروس إلا وقد استفاد منه وفهمه فهو طوال العام مشغول بدروسه بتحضيرها ومذاكرتها وكتابة ما عليه من واجبات ونحو ذلك فما تأتي الامتحاناتإلا وقد أخذ الطالب كفايته من متابعة الدروس ومذاكرتها ولم يبقى له سوى مراجعتها.وأما الطالب الغير مبالي تراه طوال العام يتسكع في شوارع المدينة وفي نواديها وهو طوال العام في لهو ولعب فلا فصول دراسية يحضرها ولا دروس يتابعها ولا واجبات يؤديها وكأنه ليس مسجلا في مدرسة ما وليس محسوبا عليها كطالب فهل سيكون هذا الطالب المهمل مساوِ لذلك الطالب المجتهد في نتيجة الامتحان ؟؟؟دعونا نتابع ماذا سيحدث.
عندما يدخل هذان الطالبان قاعة الامتحان وهما في نفس اللجنة وفي نفس المستوى الدراسي وعندما تسلم ورقة الأسئلة يبدأ الطالب المجتهد بالإجابة على الأسئلة دون توقف ودون أن يلتفت ميمنة وميسرة ودون أية حركة تأتي بالريبة وما ينتهي وقت الامتحان إلا وقد انتهى هذا الطالب من الامتحان وقد راجعه كذا مرة.
أما ذلك الطالب المهمل فإن لديه عدد من الخطط الإستراتيجية والتي سبق و أعدها بمفردة أو بالتنسيق مع قريب أو بعيد حتى يضمن فعالية تلك الخطط ومن تلك الخطط الإستراتيجية لهذا الطالب تصغير المنهج الدراسي كاملا حتى يشبه بما يسمى (الحصن الحصين) طبعا هذا التصغير للمنهج هو بمساعدة أهل الخير ممن يتعاونون مع الطلاب !!! فيضعه في جيب قميصه أو سرواله أو حتى داخل حذائه!!! ثم ينتظر في قاعة الامتحان لغفلات المراقب ثم يبدأ بالعمل هذا إن كان المراقب ممن لا يتعاونون مع الطلاب أما إن كان المراقب من المتعاونين وممن يحبون الخير للطلاب فليس هناك ما يدعوا للقلق .
وهناك إستراتيجية أكثر فعالية وهذه الإستراتيجية قد تكون مكلفة نوعا ما فلا يقوى عليها أصحاب الدخل المحدود حيث تعتمد هذه الإستراتيجية على تهريب ورقة الأسئلة بطرق شتى إلى من هو منتظر لها بشغف ولهفة فما أن تصل إليه هذه الأسئلة حتى يبادر إلى حلها ,طبعا ولا يقوى على حلها إلا من كانت له الدراية الكاملة بالمنهج الدراسي وبإجابات نموذجية ثم مثلما جاءت إليه تعود إلى صاحبها وزيادة , وهنا تكون إجابة الطالب المهمل أفضل من إجابة الطالب المجتهد لأن إجابة المهمل اعتمدت على مرجعية!!!
وهناك إستراتيجية أخرى أكثر أمانا من تسريب ورقة الامتحان وهي استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمتمثلة في الهاتف الجوال!!!
وهنا سؤال يحير كيف يمكن لهذا الطالب أن ينجح في استراتيجياته التي قام بإعدادها فكيف سيقوم بتصغير كتاب المادة؟ وهل سيساعده بعض أصحاب محلات طبع الأوراق لتصغير الكتب المدرسية؟
؟أو كيف سيقوم بتهريب ورقة الامتحان ثم تعود إليه دون أن يعترض طريقها؟ وماذا سيفعل مع الحرس الأمني للجنة الامتحان وقبلهم مراقب اللجنة ومدير المركز ؟أو كيف سيستطيع استعمال الهاتف الجوال؟؟ كل هذه الأسئلة وغيرها جعلها هذا الطالب في حسبانه فهل يمكن له أن يستخدم إحدى هذه الإستراتيجيات؟ ثم إن كان هذا الطالب بهذا الدهاء فلما لا يستعمله لينجح بشرف ؟أم أنه تعود على الحصول على ما يشاء متى ما شاء وبدون تعب؟؟؟وهل من العدل أن يكون الطالب المهمل أفضل نتيجة وأفضل حالا من الطالب المجتهد؟؟!!

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسعار العيد

نحن وكأس العالم

عندما يكون للكذب عنوان