شجرة الزيتون ( الشجرة المباركة )


شجرة الزيتون ( الشجرة المباركة )

إعداد/ إسلام عبد التواب سيف/ملحق الأسرة 27/3/2010
ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع عدة قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)) سورة الأنعام, وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)) سورة الأنعام,وقال تعالى (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)) سورة النحل , وقال عز وجل (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)) سورة النور, وقال سبحانه: (وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29)) سورة عبس , وقال تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)) سورة التين.

وورد ذكرها في السنة النبوية فقد صح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال : (إئتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة) ذكر شجرة الزيتون في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم دليل على عظمة هذه الشجرة.

عُرفت هذه الشجرة منذ القدم وعرفتها الحضارات القديمة , ويقدر الباحثون أن أصل شجرة الزيتون أسيا الوسطى ومنها انتشرت في حوض البحر الأبيض المتوسط , فيما أكدت أبحاث أخرى أن موطن هذه الشجرة هي الحضارات السورية القديمة مثل مملكة إيبلا في شمال سوريا, ويعود تاريخ شجرة الزيتون في سوريا إلى الألف الثالث قبل الميلاد , وعرفها الفراعنة وانتشرت زراعة أشجار الزيتون في مصر حدود العام 230ق.م , كما عُرفت شجرة الزيتون في فلسطين حيث اكتشفت بذور الزيتون التي وجدت في الحفريات والأماكن القديمة وصل عمر بعض هذه البذور إلى ما قبل 4ألاف سنة ,وعرفها الرومان و الإغريق و شعوب وحضارات الأخرى قديما وحديثا.

والاسم العلمي لشجرة الزيتون هو(( Olea europaea.L, تعتبر شجرة الزيتون من النباتات الزيتية دائمة الخضرة , وهي من الأشجار المعمرة التي تعيش عشرات بل ومئات السنين , تمتاز أشجار الزيتون بقدرتها على الصمود في وجه الظروف البيئية القاسية مثل (الجفاف , قلة خصوبة التربة ...) ويتراوح طول هذه الشجرة من3 إلى 6 أمتار وقد يصل طولها إلى 12 مترا أو أكثر بقليل في بعض الأنواع , وتحتاج شجرة الزيتون إلى كمية مناسبة من البرودة الشتوية تختلف بحسب نوع الشجرة وذلك من أجل تكوين الأزهار , كما أن أشجار الزيتون تعتبر من الأشجار ذات الاحتياجات الضوئية المرتفعة – تحتاج لأشعة الشمس لأطول فترة ممكنة – فكلما كان تعرضها للضوء أكثر كان نتاجها أجود ولذلك لا تزرع تحت ظلال أشجار أخرى .
تعيش أشجار الزيتون كما أسلفنا سابقا لفترات طويلة جدا ومعدل نموها بطيء فكلما زاد عمر الشجرة زاد حجمها, وهناك الكثير من الأشجار المعمرة في سوريا والشرق المتوسط.

تمتاز أشجار الزيتون بتنوع في أصنافها التي تختلف في شكل ولون وحجم الثمرة عند النضج, فمنها ما هو أخضر وأسود وبنفسجي غامق.

هناك العديد من الأصناف لثمرة الزيتون وتندرج هذه الأصناف تحت ثلاث مسميات رئيسية هي: أصناف المائدة ويميز هذه النوعية من الأصناف حجم الثمرة الذي يكون بين الحجم المتوسط والحجم الكبير , سماكة اللب , جمال منظر الثمرة , نواتها الصغيرة وعدم التصاقها بلب الثمرة , وفرة محتواها من الزيت الذي يعطيها الطعم والنكهة المتميز ومن أمثلة هذا الصنف ( العجيز الشامي – الحامض – البيكوال) , وأما الصنف الثاني فهي الثمار المخصصة لاستخراج الزيت منها والتي تتميز بمحتواها العالي من الزيت والذي يتراوح بين 15 – 22 % من حجم الثمرة ومن أمثلة هذا الصنف (الكروناكي – الكوراتينا – المراقي ) , والصنف الأخير والذي يشمل النوعيين السابقين ويسمى بالمزدوج.

لثمرة الزيتون قيمة غذائية مرتفعة فهي غنية بالمواد الكربوهيدراتية حوالي 19% , البروتين 1.6% , الأملاح المعدنية 1.5% , الفيتامينات المختلفة , بالإضافة إلى محتواها العالي من الزيت .

يعتبر زيت من أفضل و أجواد أنواع الزيوت حيث يمكن استهلاكه بعد استخراجه من الثمرة مباشرة ويمتاز بمذاقه المميز ولذلك سمي ملك الزيوت أو ملك الزيوت الصحية.

ويستخرج زيت الزيتون من ثمار الزيتون بطرق أشهرها:- 
1- الطريقة القديمة ( طريقة المكابس)
2- الطريقة الحديثة ( الطرد المركزي)

و هناك العديد من أنواع زيت الزيتون ومن أهم هذه الأنواع :
1- زيت زيتون بكر ممتاز(Extra Virgin Olive Oil) وهو من أفضل الأنواع جودة ويستخلص من العصرة الأولى , نسبة الحموضة فيه .8%.
2- زيت زيتون بكر (Virgin Olive Oil) وهو الزيت المستخلص من الزيتون دون أحداث أي تغيير في صفات الزيت وتكون نسبة الحموضة فيه أقل 2%.
3- زيت زيتون مكرر(Refined Olive Oil) ويتكون بعد التكرير للزيت الزيتون البكر.
4- زيت زيتون صافي(Pure Olive Oil) ويتكون من زيت الزيتون البكر وزيت الزيتون المكرر.

ومن فوائد زيت الزيتون على سبيل المثال لا الحصر تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب بسبب محتواه العالي من الحمض الأحادي حمض الأوليك الذي يعمل على تنظيم الكولسترول , احتوائه على البيتاسيترول الذي يحول دون الامتصاص المعوي للكولسترول بالإضافة إلى السيكلوارثنول الذي ينشط الإفراز البرازي للكولسترول من خلال زيادة العصارة الصفراوية , كذلك احتوائه على تركيبة متوازنة من الأحماض الدهنية الغير مشبعة , ومضادات الأكسدة بالإضافة إلى الفيتامينات خصوصا فيتامين E وفيتامين A5 , يفيد زيت الزيتون في مكافحة الجلطات والنوبات القلبية خاصة إذا كان الزيت بكراً وبجودة عالية وذلك بسبب احتوائه على نسبة عالية من (Polyphenols) , كما أن لزيت الزيتون مفعولاً مرطباً إذا دهنت به البشرة , ويقوي شعر الرأس .

وأظهرت دراسات عديدة على زيت الزيتون نتائج إيجابية شملت هذه الدراسات أمراض الجهاز الهضمي – الاضطرابات المعوية – الإمساك – القرح – حموضة المعدة – تنشيط الكبد وزيادة إنتاج الصفراء – حصوات المرارة – نمو المخ والأعصاب للأجنة والأطفال بعد الولادة – هشاشة العظام – تأخير الشيخوخة – مقاومة الأورام – تنظيم الكولسترول في الدم – تنشيط البنكرياس عند مرضى السكر - الأمراض الجلدية.

ومن الدراسات الحديثة حول الزيتون:
• زيت الزيتون الصافي يقي من سرطان الثدي:
قال باحثون أسبان إن مادة الفينول (حامض الكربوليك) الموجودة في زيت الزيتون الصافي تكبح ظهور جين "إتش.إي.أر-2" المسبب لسرطان الثدي.

• زيت الزيتون يقي من القرحة وسرطان المعدة:
أظهرت دراسة طبية إسبانية أن البوليفينولات -مضادات الأكسدة المركبة الموجودة بوفرة في زيت الزيتون- قد تمنع العدوى ببكتيريا هليكوباكتر بايلوري Helicobacter pylori المتسببة في ملايين الإصابات سنويا بالتهاب المعدة والقرحة الهضمية,وقد وجد الباحثون أن زيت الزيتون البكر (أول عصره باردة) الغني بالبولي فينول قد أحدث تأثيرات مضادة للبكتيريا ضد ثمان سلالات من بكتيريا هليكوباكتر بايلوري ، منها ثلاث سلالات معروفة بمقاومتها للمضادات الحيوية,وقد أجرى الدراسة فريق بحث من معهد دي لاغرازا الإسباني ومستشفى فالمي الجامعي، ونشرت نتائجها في عدد سابق من "مجلة كيمياء الزراعة والغذاء"، وعرضها ستيفن دانيلز في نوترا إنغريد ينتس يو إس أي.

• زيت الزيتون يرفع كفاءة الدورة الدموية :
أكد باحثون من إسبانيا وجود فوائد عديدة لزيت الزيتون التي طالما تحدث عنها مستهلكوه في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.وقالت الدراسة إن عناصر تعرف باسم مركبات الفينول توجد في زيت الزيتون وأطعمة أخرى ربما تكون مسئولة عن فوائد متعددة للجسم لأنها تحتوى مواد مضادة للأكسدة وللالتهابات وتعمل على منع تجلط الدم.وأظهرت التجارب المعملية التي أجراها فرانسيسكو بيريس جيمينيز من مستشفى يونيفريستاريو ريينا صوفيا في قرطبة وزملاؤه أن هذا المركب المعروف يمكن أن يحسن أداء الأوعية الدموية القلبية ويوفر حماية للقلب.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحن وكأس العالم

أسعار العيد

(المكرفس) في الحديدة